الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **
تنبيه: سئل بعض الصوفية عن مقام القناعة هل يطلب من ربه القناعة بما أعطاه الحق له من معرفته كما يقنع [ص 540] بنظيره من القوت؟ فأجاب بأن القناعة المطلوبة خاصة بأمور الدنيا لئلا يشتغل بكثرتها عن آخرته، لكونه مجبولاً على الشح، وأما القناعة من المعرفة بالقليل فمذمومة بنص آية إن القناعة باب أنت داخله * إن كنت ذاك الذي يرجى لخدمته فاقنع بما أعطت الأيام من نعم * من الطبيعة لا تقنع بنعمته لو كان عندك مال الخلق كلهم * لم يأكل الشخص منه غير لقمته وأنشد يقول: لا تقنعن بشيء دونه أبداً * وأشره فإنك مجبول على الشره واحرص على طلب العلياء تحظ بها * فليس نائم ليل مثل منتبه وقال أبو العتاهية: تسربلت أخلاقي قنوعاً وعفة * فعندي بأخلاقي كنوز من الذهب فلم أر حظاً كالقنوع لأهله * وأن يحمل الإنسان ما عاش في الطلب وقال ابن دريد: ذاق روح الغنى من لا قنوع له * ولم تر قانعاً ما عاش مفتقراً العرف من يأته تحمد معيشته * ما ضاع عرف وإن أوليته حجراً - (القضاعي) وكذا الديلمي (عن أنس) وفيه خلاد بن عيسى الصفار، ورواه الطبراني في الأوسط عن جابر باللفظ المذكور، رزاد وكنز لا يفنى قال الذهبي: وإسناده واه. 6194 - (القنطار ألفا أوقية) بألف التثنية. قال في الكشاف: القنطار المال العظيم من قنطرت الشيء إذا رفعته، ومنه القنطرة لأنه مشيد. قال بعضهم يصف ناقة: كقنطرة الرومي أقسم ربها * لتكتنفن حتى تشاد بقرمد قال النووي: وأجمع أهل الفقه والحديث واللغة على أن الأوقية الشرعية أربعون درهماً. - (ك) في النكاح (عن أنس) قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قوله تعالى 6195 - (القنطار اثنتا عشرة ألف أوقية) بضم الهمزة وتشديد الياء وربما جاء وقية وليست بعالية وهمزتها زائدة كذا في النهاية (كل أوقية خير مما بين السماء والأرض) قاله في تفسير القناطير المقنطرة. قال أبو عبيد: لا تجد العرب تعرف وزن القنطار. وفي رواية للديلمي القنطار مئة رطل والرطل اثني عشرة أوقية والأوقية سبعة دنانير والدينار أربعة وعشرون قيراطاً اهـ. وقال ابن الأثير: الأوقية في غير هذا الحديث نصف سدس الرطل وهو جزء من اثني عشر جزءاً ويختلف باختلاف اصطلاح البلاد اهـ. وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند قال المؤلف في حاشية القاضي صحيح عن أنس قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم عن قول اللّه - (ه حب عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 6196 - (القهقهة) أي الضحك بصوت يقال قه قها ضحك، وقال في ضحكه قه بالسكون فإذا كرر قيل قهقه قهقهة كدحرج [ص 541] دحرجة (من الشيطان) أي هو يحبها ويحمل عليها (والتبسم) أي الضحك قليلاً من غير صوت (من اللّه) فتبطل القهقهة الصلاة دون التبسم عند الحنفية، وكذا عند الشافعية إن ظهر منها حرفان أو حرف مفهم. - (طس عن أبي هريرة) رضي اللّه عنه.
|